Syrian Arab Republic
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

التايمز: تأثير الحرب الأوكرانية على حكم بوتين

نشرت صحيفة التايمز مقالا للكاتب إدوارد لوكاس عن تطورات الحرب في أوكرانيا وتبعات ذلك على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويرى الكاتب أن تصريحات بوتين، التي أدلى بها صباح الأربعاء الماضي، جاءت عكس ما أراد، فبدلا من أن يبث الرعب في نفوس الغرب، ظهرت حالة رعب في أروقة الكرملين.

وأشار المقال إلى أن الرئيس الروسي خسر رهاناته، إذ لم يطلق الأوكرانيون عبارات الترحيب بروسيا باعتبارها المخلص، وبدلا من ذلك حاربوا بقوة. كما لم تترك الدول الغربية كييف وحدها، إذ قدمت مساعدات مالية وعسكرية لأوكرانيا، علاوة على نقل الخبرات العسكرية إلى الأوكرانيين عبر التدريب.

وأشارت تقارير إلى أن القوات الأوكرانية تحرز تقدما كبيرا في الفترة الأخيرة، إذ ترجح أن حوالي 80000 من أصل 120000 جندي روسي أرسلهم بوتين إلى أوكرانيا راحوا بين قتيل أو مصاب أو أسير.

وبلغت انتصارات أوكرانيا حد إطلاق قواتها نكتة تشير إلى أن روسيا أصبحت أهم وأكبر مورد للسلاح إلى الجيش الأوكراني، بحسب المقال.

وبحسب الكاتب، تزداد الميزات التي ترجح كفة الجيش الأوكراني مقابل تصاعد معاناة القوات الروسية، إذ تستمد أوكرانيا قوتها الحالية من الدعم المالي والعسكري واللوجيستي من الغرب، علاوة على وصول المئات من الجنود الأوكرانيين أسبوعيا إلى أرض المعركة بعد تلقيهم التدريب العسكري بدعم غربي.

وفي المقابل، تعاني روسيا من نقص في إمدادات السلاح وقطع الغيار والمعدات العسكرية.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، هناك إخفاقا روسيا، إذ تستمر دول الغرب في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا تزامنا مع دعم كييف بكل ما أوتيت من قوة في مواجهة القوات الروسية.

وأشار الكاتب إلى أن دولا مثل الصين والهند وتركيا بدأت تشتكي من الأضرار التي تلحق بها من استمرار الحرب. ولذا، في الوقت الحالي يسعى بوتين للحصول على دعم دول مثل قيرغستان وأذربيجان.

ويرى أن الأدوات التي استخدمها بوتين لم تفلح في منحه متنفسا من الخسائر العسكرية والدبلوماسية الثقيلة التي يتعرض لها، فالغرب يقاوم بشده حربه الاقتصادية التي يستخدم فيها سلاح منتجات الطاقة – خاصة الغاز الطبيعي – ضد أوروبا، وإعلان التوسع في التجنيد الإجباري والتعبئة الجزئية، واستدعاء جنود الاحتياط، وحتى تهديد بوتين بحرب نووية وغير ذلك من الأدوات لم تحقق له أي نجاح ولم تخفف من معاناته الحالية.

ويبقى الأمل الوحيد لدى الرئيس الروسي، بحسب الكاتب، في أن يجبر الشتاء القارس دول الغرب على التخلي عن أوكرانيا أو التقليل من دعمها مقابل الغاز الروسي، لكن يبدو أن هذا الأمل بعيد المنال بعد أن نجحت أوروبا في تأمين المخزونات السنوية الخاصة بها من الغاز.

وأشار المقال إلى أن ما يزيد من خطورة الموقف الذي يعاني منه بوتين في الوقت الحالي أن هناك معارضة لسياساته من داخل الكرملين، لا من الغرب فقط، بسبب التعثر العمليات العسكرية في أوكرانيا والخسائر العسكرية التي تتكبدها روسيا بسبب الغزو.

وذكر أن الزعيم الشيشاني رمضان قديروف انتقد أداء الجيش الروسي في أوكرانيا. كما نشر يفغيني بريغوزين، الذي يدير شركة فاغنر، فيديو يتضمن تصريحات عن تجنيد سجناء للحرب في أوكرانيا. ويبدو أن الرجلين يحاولان أن يبعثا برسالة ضمنية تقول: “لا يستطيع بوتين إدارة الحرب، لكن يمكنني القيام بذلك”.

ويرى الكاتب أن الرئيس الروسي يواجه تهديدا آخر من الداخل، يتمثل في القوميين الذين لا يعتبرون المشكلة في الأوهام الإمبريالية التي يحلمون بتحققها على أرض الواقع، لكن مشكلتهم هي فشل بوتين في تحقيقها. (بي بي سي)

Print This Post