Syrian Arab Republic
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

بينما جف حبر قرار شراء المجففات في أوراق الحكومة .. بعد الشوندر .. حجز الطرقات لتجفيف الذرة ؟


سيرياستيبس :

بدأ حصاد محصول الذرة للموسم الحالي، وستتم عمليات استكمال الحصاد خلال شهر تشرين الأول، وقد برزت مجدداً معاناة الفلاحين بشأن تجفيف المحصول، فقد ذهبت وعود تأهيل المجففات أدراج الرياح على ما يبدو!

فآخر ما حرر بشأن مجفف دير حافر مثلاً، هو الخبر الوارد على صحيفة الجماهير- حلب بتاريخ 6/8/2023 والمتضمن ما يلي: «تأهيل مجفف الذرة في دير حافر، ويتوقع دخوله بالخدمة قبل موسم حصاد الذرة الصفراء للموسم الحالي».
لكن عمليات التأهيل لم تستكمل على ما يبدو، والمحصول بدأ حصاده، وبالتالي بدأت معاناة الفلاحين تظهر مجدداً!

محافظة حلب تبادر بحل مؤقت لا يخلو من المخاطر!

على الرغم من الوعود بشأن تأهيل المجففات على ضوء نتائج المحصول في الموسم الماضي، والصعوبات الكبيرة التي واجهها الفلاحون بهذا الشأن، إلّا أن هذه الوعود لم تثمر!
وما يؤكد ذلك، هو ما ورد في صحيفة الجماهير بتاريخ 21/9/2023 حسب ما يلي: «بالتنسيق والتعاون بين محافظة حلب وقيادة شرطة المحافظة واتحاد الفلاحين، وتسهيلاً للإخوة الفلاحين، سيتم تخصيص مسلك اليمين بالكامل من أوتوستراد حلب- الرقة (من مفرق السفيرة- وحتى الحدود الإدارية لمحافظة الرقة) لتجفيف مادة الذرة، أما المسلك الثاني (اليسار) فسيكون للحركة المرورية (ذهاباً وإياباً) للسيارات والآليات الزراعية والمشاة».
لا شك أن التنسيق أعلاه على مستوى محافظة حلب إيجابي، ويسهل على المزارعين بعض الصعوبات، لكنه حل مؤقت وترقيعي على حساب حركة المرور، ويحمل الكثير من المخاطر!
وتجدر الإشارة إلى أن «المساحة المزروعة بالذرة الصفراء في محافظة حلب وصلت نحو 33 ألف هكتار، نصفها في منطقة دير حافر، حيث تبلغ المساحة المزروعة نحو١٧٥٠٠ هكتار». وذلك بحسب صحيفة الجماهير بتاريخ 17/9/2023.
فماذا بشأن المحصول في بقية المحافظات بظل غياب المجففات!

المساحات المزروعة كبيرة والمحصول المتوقع وفير!

المساحات المزروعة بمحصول الذرة واسعة، وبالتالي من المتوقع أن يكون المحصول وفيراً لهذا الموسم، وفيما يلي توثيق لبعضها بحسب ما ورد عبر وكالة سانا:
بحسب سانا بتاريخ 18/9/2023 «بلغت المساحة المزروعة بمحصول الذرة الصفراء في ريف الرقة المحرر للموسم الحالي 6 آلاف هكتار. وبين مدير الزراعة المهندس محمد الخدلي في تصريح لمراسل سانا، أن زراعة الذرة الصفراء في المحافظة شهدت إقبالاً جيداً خلال الموسم الحالي، وتجاوزت الخطة الزراعية الفرعية البالغة 5764 هكتاراً، موزعة في الريفين الشرقي والغربي».
وبحسب سانا بتاريخ 11/9/2023: « بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالذرة الصفراء في منطقة الغاب في ريف محافظة حماة لهذا الموسم 1275 هكتاراً، منها 175 هكتاراً رئيسياً، و1100 تكثيفياً من المخطط البالغ 1246 هكتاراً. وقدر مدير الثروة النباتية- في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب المهندس وفيق زروف في تصريح لمراسلة سانا- إنتاج الذرة الصفراء للموسم الحالي بــ 5650 طناً، منها 700 طن رئيسي، و4950 طن تكثيفياً من خلال حساب متوسط إنتاجية الأرض، التي تصل إلى 4000 كيلوغرام في الهكتار الواحد بالرئيسي، و4500 كغ في الهكتار بالنسبة للتكثيفي. ووصف عدد من المزارعين إنتاج الذرة الصفراء التي يجري حصادها أواخر أيلول الجاري بالوفير، فضلاً عن وجود سوق خصبة لتصريف الإنتاج، مطالبين بضرورة توفير آلات مجففة للمحصول عندما يتم تسليمه لمؤسسة الأعلاف، ووضع سعر مشجع للمزارعين».
وبحسب سانا بتاريخ 27/8/2023: «بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالذرة الصفراء في محافظة درعا للعروة الصيفية لهذا الموسم 567 هكتاراً. وقدر رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة درعا المهندس وائل الأحمد، إنتاج الذرة الصفراء للعروة الصيفية بـ 4,343 آلاف طن، من خلال حساب متوسط إنتاجية الأرض، التي تصل إلى 76,58 كيلوغراماً في الهكتار الواحد. أما بالنسبة للعروة الخريفية التكثيفية التي تزرع بعد انتهاء جني المحاصيل الصيفية، فبين الأحمد، أن الزراعة ما زالت مستمرة وبلغت المساحة المزروعة حتى تاريخه 510 هكتارات والمخطط 494 هكتاراً، لافتاً إلى أن تقديرات الإنتاج للذرة الصفراء الخريفية التكثيفية تبلغ 3,905 أطنان بكامل المحافظة».
وبحسب سانا بتاريخ 13/8/2023: « بلغت المساحة المزروعة بمحصول الذرة الصفراء في محافظة الحسكة للموسم الصيفي التكثيفي الحالي 2700 هكتار، متركزة في منطقتي الاستقرار الزراعي الأولى والثانية. وبين رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس جلال بلال في تصريح لمراسل سانا، أن زراعة الذرة الصفراء في المحافظة شهدت إقبالاً جيداً خلال الموسم الحالي، وتجاوزت المخطط وفق الخطة الزراعية الفرعية والبالغ 1900 هكتار، موزعة في مختلف مناطق الاستقرار الزراعي، معيداً الإقبال على الذرة الصفراء إلى وجود سوق تصريف لهذه المادة التي تدخل في الصناعات الغذائية، وفي علف الثروة الحيوانية».
البيانات الرقمية أعلاه، تبين أن إجمالي المساحة المزروعة بمحصول الذرة للموسم الحالي في كل من (حلب- ريف الرقة المحرر- منطقة الغاب بريف محافظة حماة- محافظة درعا- محافظة الحسكة) تبلغ 43,542 هكتار!
على ذلك، فإن معاناة الفلاحين من مشكلة تجفيف المحصول ستتزايد خلال الأيام القليلة القادمة، مع ارتفاع وتيرة الحصاد وتزايد كميات المحصول، وفي كل المحافظات، بالإضافة للكثير من أوجه المعاناة الأخرى، وخاصة على مستوى تسويق المحصول، الذي يتم التحكم به من قبل أصحاب الأرباح ولمصلحتهم!

مصالح الحيتان!

محصول الذرة كغيره من المحاصيل المستهدفة من قبل كبار حيتان الاستيراد بغاية تقليصه كماً، وصولاً لتقويضه كلياً إن أمكن ذلك، كي يفسح لهم المجال للتربح أكثر!
وبهذا الصدد تجدر الإشارة إلى معاناة الفلاحين خلال الموسم الماضي، وما ورد عبر قاسيون بحينه بتاريخ 27/11/2022 بمادة حملت عنوان «موسم الذرة.. عبرة وعِظة للمزارعين!»، كما يلي: «ولعل استمرار تعطيل إقامة المجففات، مع وضع شروط تعجيزية لاستلام المحصول، ليست سوى محاولة لوضع المزارع تحت ضغط الأمر الواقع لاستنزافه، ودفعه للإقلاع عن زراعة هذا المحصول، كما غيره من المحاصيل، وكل ذلك في سبيل استمرار عمليات الاستيراد التي تخدم مصالح القائمين على إدارة غرفة عمليات الاستيراد والتصدير وسماسرتها، ومع استمرار الوضع على ما هو عليه من تردٍ واستنزاف!».
فمحصول الذرة، بالإضافة لما يغطيه على المستوى الغذائي المباشر، فهو يعد من المحاصيل الاستراتيجية أيضاً، وذلك باعتباره من المحاصيل العلفية، والذي يدخل في صناعتها، بالإضافة للكثير من الصناعات الغذائية وغير الغذائية الأخرى، مثل: دقيق الذرة الذي يدخل في صناعة الخبز والحلويات، وفي استخراج وصناعة زيت الذرة، وفي صناعة النشاء والكحول والمُحليات الصناعية والصمغ والبلاستيك والورق و..
فالمحصول (بحال توفر النية والقرار بالحفاظ عليه وزيادته)، يعتبر من المحاصيل الهامة لما يحققه من قيمة مضافة عبر تصنيعه، وما يؤمنه ذلك من فرص عمل وتشغيل واسعة، وما توفره الصناعات المرتبطة به على مستوى تقليص فاتورة المستوردات، لكن النية والقرار غير متوفرين!
فعدم توفر المجففات هي واحدة من المشاكل التي يواجهها الفلاحون بالنسبة لمحصول الذرة، والتي يضاف إليها الكثير من أوجه المعاناة الأخرى، خاصة على مستوى مستلزمات الإنتاج والتسعير والتسويق، مع مساعٍ جادة لزيادة أوجه المعاناة، وجرعات الصعوبات، عسى يتم الانتهاء من زراعة المحصول بشكل نهائي، وبما يحقق مصالح كبار أصحاب الأرباح والفاسدين!


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق: