سيرياستيبس :
في نتيجة مفاجئة، كشفت دراسة جديدة عوامل الخطر الرئيسة وراء الإصابة بمرض السرطان الأكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، حيث يتعلق معظمها بالنظام الغذائي، لافتة إلى أن السرطان لا يزال مرضاً يصيب كبار السن بشكل كبير، فقد أثار عدد من الدراسات مخاوف بشأن زيادة التشخيص بين الشباب.
وأوضحت الدراسة التي قام بها فريق دولي من الباحثين من مؤسسات بما في ذلك جامعة تشجيانغ في الصين وجامعة أدنبرة وجامعة هارفارد، أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من “اللحوم الحمراء والملح “، والكحول أدت إلى حدوث طفرة عالمية بالإصابات.
كما أفادت الدراسة بأن العادات غير الصحية، بما في ذلك عدم تناول ما يكفي من الفاكهة والخضراوات والتدخين، تعد من عوامل الخطر الرئيسة لأنواع السرطان المبكرة الأكثر شيوعاً.
وكشف الفريق عن ارتفاع مخيف في معدل الإصابة بالأورام الخبيثة لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، حيث زادت نسبة الإصابة في جميع أنحاء العالم بنحو 79% بين عامي 1990 و2019، كما ارتفع معدل وفيات السرطان في هذه الفئة العمرية بنسبة 27%، وعلى وجه الخصوص كانت سرطانات الثدي والرئة والجهاز الهضمي هي الحاصد الأكبر لمعظم الأرواح، وشدد الفريق الطبي على أن تعزيز أنماط الحياة الصحية هو العامل الأفضل لتقليل عدد هذه الوفيات.
ونقل موقع “ذا تايمز” البريطاني عن الباحثين قولهم: إن الخمول البدني والوزن الزائد وارتفاع نسبة السكر في الدم هي أيضاً «عوامل مساهمة».
وخلص الباحثون إلى أن تشجيع نمط حياة صحي، بما في ذلك زيادة مستويات النشاط، يمكن أن يقلل من مستويات السرطان بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً.
وأضافوا: وعلى الرغم من أن الفهم الكامل للأسباب الكامنة وراء هذا الاتجاه المتزايد لا يزال بعيد المنال، فمن المحتمل أن عوامل نمط الحياة كانت تساهم “ويجري استكشاف مجالات بحثية جديدة مثل استخدام المضادات الحيوية، وميكروبيوم الأمعاء، وتلوث الهواء الخارجي، والتعرض المبكر للحياة”.
كما قال الخبراء: إن إجراء تغييرات مثل الإقلاع عن التدخين، والحد من استهلاك الكحول، واتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات وتناول قليل من اللحوم الحمراء والمعالجة، كل ذلك من المرجح أن يقلل من خطر إصابة شخص ما، وبالمثل تعزيز مستويات النشاط البدني.
وتعد هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة BMJ Oncology، “دورية الطب البريطانية لعلم الأورام” هي الأولى التي ترسم صورة عالمية للسرطان بين الشباب، واستخدمت بيانات تغطي 29 حالة سرطان في 204 دولة ومنطقة، بينما كان سرطان الثدي هو النوع الذي شهد أكبر عدد من الحالات بين الأشخاص دون سن الخمسين في عام 2019. مع ذلك، كانت أسرع الزيادات منذ التسعينيات بسرطانات القصبة الهوائية والبروستاتا.