سيرياستيبس
عبير صيموعة
أكثر من 10 آلاف شجرة حراجية أكثرها من السنديان تم قطعها خلال الأيام القليلة الماضية ضمن حرش الرحى وفي أقل من 48 ساعة بشهادة أهالي البلدة هناك.
الأهالي أكدوا عجز المجتمع المحلي عن الوقوف في وجه المعتدين على تلك الأشجار الحراجية بعد انتقال القطعة العسكرية التي كانت تشغل المنطقة وكانت بمثابة الحماية لتلك الأشجار الحراجية، موضحين أن معظم التعديات كانت من تجار الحطب المعروفين للأهالي وللجهات المعنية في المحافظة وخاصة أن معظمهم قد تم تنظيم الضبوط الحراجية بحقهم سابقاً والتي تثبتها الضبوط المنظمة من دائرة الحراج وبأسماء صريحة.
ولفت الأهالي أن انتشار ظاهرة التحطيب تفاقمت بعد أن باتت مصدراً للرزق لكثير من المخالفين وضعاف النفوس الذين امتهنوا التحطيب كمصدر لرزقهم في ظل النقص بالمحروقات والغاز والكهرباء بعد أن تراوح سعر الطن من الحطب والمعروض للبيع خلال الأسابيع الماضية بين مليون ونصف المليون إلى مليوني ليرة.
وأكد الأهالي أنه على مدى السنوات السابقة لم تتم حماية الحراج بالمطلق متوقعين استفحال تلك الظاهرة بعد ارتفاع سعر ليتر مازوت التدفئة إلى أكثر من 12 ألفاً وعجز كثير من العائلات عن شراء المادة بسعرها غير المدعوم ليبقى شراء الحطب مقصدهم الأول لتأمين الدفء لأسرهم خاصة مع الكميات الشحيحة منه المخصصة لكل عائلة والتي لا تتجاوز الـ100 ليتر لكامل فصل الشتاء علماً أن حاجة كل أسرة سنوياً كانت في زمن الوفر تتجاوز الألف ليتر نظراً لقساوة الطقس والبرد القارس الذي تتميز به المحافظة.
وفي السياق ذاته أكد كثير من الأهالي أن رفع الدعم عن مازوت التدفئة وتسعيير الليتر منه بأكثر من 12 ألف ليرة سيشكل عبئاً كبيراً على الجميع وخاصة أن معظم المستبعدين من الدعم كان لامتلاكهم سيارة سياحية أو سجل تجاري غير مفعل الأمر الذي يفرض بالمطلق استدانة البعض لتأمين مخصصاته من المادة والتي لن تتجاوز المئة ليتر لأن تكلفتها ستصل إلى أكثر من مليون و200 ألف أو بيع مخصصاتهم من مازوت التدفئة كما يفعل كثيرين بأسعار السوق السوداء ليشتروا بثمنها حطباً أو طناً من تفل الزيتون في ظل شح الغاز وانقطاع التيار الكهربائي.
بدوره مصدر مسؤول في مديرية زراعة السويداء أكد لـ«الوطن» تعرض جميع المناطق الحراجية العامة والخاصة وحتى الأشجار المثمرة للتعديات بالقطع وبأعداد كبيرة مشيراً أنه في ظل الظروف الأمنية الفوضوية في المحافظة وعدم وجود المؤازرة المطلوبة فعلياً من الجهات المعنية بالإضافة إلى الأهالي الذين باتوا متخوفين من الخروج ليلاً لحراسة تلك الحراج ومؤازرة الضابطة الحراجية الأمر الذي أدى إلى استفحال الأمر لعجز ضابطة الحراج منفردة على ضبط الواقع بالشكل الأمثل نطراً للمساحات الحراجية الكبيرة إضافة إلى تعرض عناصرها للرصاص الحي فضلاً عن التهديدات المتلاحقة لكل العناصر بعد كل تنظيم أو ضبط.
لتبقى الإشكالية الأساسية التي تواجه عمل الضابطة الحراجية هو امتلاك جميع المعتدين على الحراج للأسلحة النارية وسيارات لا تحمل لوحات نظامية فضلاً عن قيامهم بعمليات الاعتداء تلك على شكل مجموعات وعزوف المجتمع المحلي في كثير من الأحيان عن الإدلاء بأي معلومة خوفاً من ردة فعل هؤلاء.
كما أكد المصدر أن الإشكالية الأخرى تكمن بوجود دورية واحدة للحراج لا يتجاوز عدد عناصرها الـ30 عنصراً يعملون بنظام المناوبات وعجزهم ضمن تلك الأعداد عن تغطية ومواكبة جميع الأراضي الحراجية في المحافظة والتي تمتد على مساحات شاسعة فضلاً عن عزوف الكثيرين عن العمل والتعاقد مع دائرة الحراج كحراس موسميين خوفاً من تعديات تلك المجموعات المسلحة وخوفاً من الاصطدام مع بعض أهالي تلك القرى؟
مدير فرع المحروقات بالسويداء المهندس جهاد البرنوطي أكد أنه مع بدء عمليات التسجيل على مازوت التدفئة بدأت عملية تخصيص المحطات بكميات منه يومياً بحسب الكميات الواردة من مادة المازوت إلى المحافظة والبالغة 9 طلبات يومية يتم توزيعها على 18 محطة.