Syrian Arab Republic
This article was added by the user . TheWorldNews is not responsible for the content of the platform.

حمد حسن التميمي: الإسقاط النجمي وكثرة الآراء

حمد حسن التميمي

كثير من الأشخاص لا يستطيعون التفريق بين «الإسقاط النجمي» أو ما يعرف باسم «السفر النجمي»، وبين «الحلم العادي». ويرجع السبب في ذلك إلى التشابه الكبير بين كلا التجربتين. فالإسقاط النجمي هو عبارة عن تجربة يحاول الإنسان من خلالها الخروج من جسده الطبيعي ليغدو جسداً أثيرياً يراقب بحيادية جسمه المادي، بحيث تكون الذات أو الوعي في مكان غير مكان تموضع الجسد الفعلي. هو ببساطة أشبه بمراقبتك لجسدك من على بعد.

لهذا السبب، يتشابه الإسقاط النجمي مع الحلم. إذ يمكن للشخص أن يعتقد بأنه عاش تجربة الإسقاط النجمي (الخروج من الجسد) عندما يحلم بأنه خرج من جسده وطاف عوالم بعيدة، بينما لا يعدو ذلك سوى كونه مشهداً من صنع عقله المحض وليس إسقاطاً نجمياً حقيقياً.

علماً أن بعض علماء النفس يعتقدون أن الإسقاط النجمي ما هو إلا شكل من أشكال الهلوسة، حيث يتصرف العقل كما لو أنه يختبر العالم من منظور آخر بمنأى عن العالم المادي من خلال الدخول في حالة مزعومة من السكون والهدوء، حيث يترك الإنسان جسده ويراقب الأشياء من حيز المستوى النجمي الذي يعمل كحلقة وصل ما بين عالم المادة وعالم الروح.

من الأشياء المميزة في الإسقاط النجمي حسبما يزعم خبراؤه هي القدرة على الحركة كيفما يريد المرء دون أي تقيد بقوانين الطبيعة، كأنما تطفو في الهواء بانفصال تام عن جسدك الذي يبقى متسمراً في مكانه وأنت ترقب الأرجاء بحرية تامة، كما لو أنك طيف يسبح في الفضاء.

أما عملية الإسقاط النجمي، فهي ليست سهلة إطلاقاً، بل تتطلب الكثير من التدريب والانضباط الذاتي والتيقظ، إلى جانب سرعة البديهة والقدرة على ملاحظة الأشياء. وهناك حسبما يقال عشرات الطرق لإنجاح الإسقاط النجمي، بيد أن عدداً قليلاً منها فقط هو الذي برهن نجاح التجربة.

حتى تدخل تجربة الإسقاط النجمي، فلا بد أن تجلس في مكان هادئ منعزل، كأن تجلس على أريكة مريحة في غرفتك، أو تستلقي على سريرك مع التأكد من وجودك وحدك بعيداً عن أي ضوضاء أو صوت خارجي. فأفضل مكان للقيام بالتجربة هو حيث لا تواجه أي نوع من الإزعاج أو المقاطعة. أما الوقت الأمثل فهو حين تشعر بالإرهاق الجسدي بينما عقلك متقد، ويكون هذا الوقت عادة بعد منتصف الليل ببضع ساعات فقط.

بعد أن تجلس وترخي جسدك وعقلك، ابدأ في تخيل حبل خفي معلق بإحكام، وتصور أنه صلب للغاية وأنت تمسك به وتسحب نفسك بأقصى قوة بينما تركز على حواسك أثناء عملية الصعود. استمر في سحب نفسك (طيفك الأثيري) إلى أن تتحرر روحك من جسمك ويستطيع طيفك النجمي السفر إلى أي مكان ترغبه. تسمى هذه الطريقة بـ «طريقة الحبل» التي ينصح بها خبراء الإسقاط النجمي دوماً.

في حال فشلت هذه الطريقة، يمكنك تجربة طريقة مشابهة لها وهي «طريقة السلم»، حيث تتخيل صعودك سلماً معلقاً مستخدماً يديك وقدمين في محاولة للخروج من جسدك تماماً كما في الطريقة آنفة الذكر.

جدير بالذكر، أن هناك الكثير من الأقاويل والآراء حول الإسقاط النجمي، الذي هو مزيج بين علم التنجيم القائم على تأثير النجوم والفلك على الحوادث الأرضية، وعلم الروحانية، الذي هو مدار اجتهاد الفلاسفة.

أما دينيناً فهناك خلاف حول هذه العملية أو الظاهرة، ففيها حق وباطل ومحل تردد ونظر. فالإسلام يقر بأن الإنسان مزيج من روح وجسد. لكن من الباطل مثلاً دعوى البعض بأن الإسراء والمعراج هو نفس الشيء، أي مفارقة الروح للجسد. فالروح في الإسلام تتصل بالجسد وتنفصل عنه. أما أول اتصال لها فيكون بنفخ الملك. بينما يكون أعظم اتصال بالموت، ودونه ما يحدث في النوم.

طبعاً هناك بعض الطرق الأخرى المفيدة في حال عدم نجاح هاتين الطريقتين السابقتين. جرب وانظر بنفسك أي الطرائق تناسبك. المهم ألا تتحرك نهائياً أثناء العملية، فالحركة يمكن أن تفسد التجربة كلياً. التزم الهدوء تماماً، ولا تشعر بالحماسة أو الإثارة حتى لا تعود إلى الواقع. واستمسك بالصبر في حال فشلت أكثر من مرة، ولا تمارس هذه العملية إلا عندما تكون في مزاج جيد وإلا تحول الأمر إلى كابوس. استمر في المحاولة مهما كانت الصعوبات حتى تصل إلى نتيجة طيبة وتنجح في عملية الإسقاط النجمي (حسبما يدعي خبراء الإسقاط النجمي).

في الختام أقول، إذا أحببت مشاهدة الإسقاط النجمي بدلاً من محاولة تجربته، فتابع فيلم دكتور سترينج «Doctor Strange» الذي يتحدث بشيء من التفصيل عن الإسقاط النجمي، وكيف يمكن لطبيب لا يثق إلا بالعلم والبراهين القائمة على التجربة والرؤية أن يدخل إلى عالم الإسقاط النجمي.

كاتب قطري

Print This Post