القاهرة- “رأي اليوم” – محمود القيعي:
حذر خبراء السياسة وأساتذتها من وقوع حرب نووية مدمّرة بعد أن بلغت الحرب الروسية على أوكرانيا ذروتها، وبات الجميع يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من تحقق السيناريو الكابوس.
أستاذ العلوم السياسية د.إسماعيل صبري مقلد قال إنه بعد أن وصلت مجريات الحرب الاوكرانية الي حافة كارثة لا حدود لها مع تزايد احتمال استخدام الطرف الروسي لأسلحته النووية الاستراتيجية فيها ، فإن السؤال الذي بات يفرض نفسه على العالم هو عن طبيعة السيناريوهات البديلة التي يمكن لأطراف هذه الازمة أن يتحركوا بها للحيلولة دون انفلاتها ومن ثم توريطهم في حرب نووية مدمّرة لا يريدها أحد منهم، ولم تكن واردة أصلا في تخطيطه وحساباته.
ووضع مقلد في مقال نشره بحسابه على الفيسبوك أربعة سيناريوهات، هي:
هذا ما كنا نقوله الا يمكن ان تلعب الدبلوماسية دورا في حل الأزمة الاوكرانية الروسية. ؟..الآن علمتم ماذا ينبغي عمله.
— ضاحي خلفان تميم (@Dhahi_Khalfan) September 24, 2022
السيناريو الأول هو أن يقدّم الطرف الغربي (دول الناتو تحت القيادة الامريكية) على رفع مستوي تهديدهم لروسيا وذلك بالإعلان عن جاهزيتهم للتعامل مع كافة الاحتمالات التي تطرحها ظروف الموقف في اوكرانيا بكل ما في ترساناتهم العسكرية من أسلحة نووية استراتيجية وتكتيكية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل فيما اذا بادرت روسيا الى استخدام اسلحتها النووية في هذه الحرب علي نحو ما يهدد به قادتها، لافتا إلى أنه قد يكون في هذا الاعلان الغربي الحاسم دعما لفعالية الردع النووي المتبادل بين الطرفين ،وهو ما يمكن أن يدفع بالطرف الروسي إلى إعادة التفكير والتراجع عن تهديداته بالحرب النووية التي أثارت مخاوف العالم ، والتوقف عن التصعيد ، والتحول عنه إلى مسار التهدئة وخفض التوتر، كمقدمة للتفاوض بحثا عن حل توافقي لأزمة هذه الحرب في مناخ دولي مختلف.
مقلد وصف هذا السيناريو بأنه مهم للغاية في إدارة هذه الأزمة، مشيرا إلى أن نجاحه يعتمد بالأساس على أسلوب اخراجه وتنفيذه.بالشكل الذي يدعم مصداقيته لدي الطرف الروسي ليحدث التأثير المطلوب منه.
وعن السيناريو الثاني يقول مقلد أما السيناريو الثاني فيما أتصور فهو بمضاعفة العقوبات الغربية والدولية علي روسيا، وسد منافذ التحرك علي كافة المحاور الدولية امامها لقطع روابطها التجارية والاقتصادية مع العالم ، وهو سيناريو باهظ التكلفة الي أبعد حد ، وسوف ترتد مضاعفاته لا محالة الى العالم بأسره ولن تقتصر علي روسيا وحدها ، وقد تتجاوز تكاليف هذا الاجراء الانتقامي وتداعياته طاقة العالم علي احتمالها وهو الذي يمر الآن باسوا ازمة اقتصادية في تاريخه ، وكرد فعل لهذا الحصار الاقتصادي الغربي الخانق ، فقد تجد روسيا نفسها مرغمة علي استخدام أسلحتها النووية باعتباره الخيار الوحيد المتاح امامها لكسر هذا الحصار القاتل المضروب عليها ولتكن النتائج بعده ما تكون.
وأردف مقلد: “وأنا ممن يتشككون في جدوى هذا السيناريو بالذات لتعقيداته المتناهية ولفشله الذريع في معظم الحالات…واذا فعلها الغرب فسوف يكون تحركا منه في الاتجاه الخاطئ”
وعن السيناريو السيناريو الثالث يقول أستاذ العلوم السياسية:
فهو بتزويد اوكرانيا بمنظومات تسليحية غير تقليدية يعتمد تشغيلها علي الاستعانة باطقم خبراء عسكريين من الناتو، مع تزويدها كذلك بالتقارير المعلوماتية والمخابراتية التي توفرها أجهزة الناتو بوسائلها التجسسية الخاصة وترفع من قدرة اوكرانيا علي نقل جانب من عملياتها العسكرية الي داخل الاراضي الروسية نفسها، لكن يظل هناك الاحتمال بان يكون رد روسيا علي هذا الاجراء التصعيدي هو باستخدام اسلحتها النووية لتدمير قدرة اوكرانيا علي مواصلة الحرب من خلال انتهاج سياسة الأرض المحروقة معها ، وهو ما لا بد وأن يفقد اوكرانيا اهميتها الاستراتيجية بالنسبة للغرب ويحول اهتمامه عنها.
الإتحاد الأوروبي:- تهديدات بوتن بإستخدام الأسلحة النووية ليس مزحة ويجب أن يؤخذ على محمل الجد وأن يتم البحث عن حلول دبلوماسية تناسب كل الأطراف.
— الحرب الروسية 🎖 (@russiaa_war) September 24, 2022
ووصف مقلد هذا السيناريو بأنه صعب وقد يقود الي كارثة رهيبة بالنسبة لاوكرانيا تفقدها وجودها كدولة قابلة للحياة ويأتي بعكس الهدف المقصود منه تماما.
ونبه إلى أن تدمير اوكرانيا كدولة يعني ان استراتيجية الغرب لحمايتها والدفاع عنها باءت بالفشل،وأن كل ما أنفقه الغرب في هذه الحرب ضاع عليه.
وخلص إلى أنه لهذه الاسباب مجتمعة ، فإن هذا السيناريو اقرب الي الفشل منه الي النجاح.
وعن السيناريو الأخير يقول:
يبقي سيناريو رابع واخير وهو ان يحاول الطرف الغربي بالتنسيق مع ثلاث دول بالذات هي الصين وتركيا والهند وقف الحرب الدائرة في اوكرانيا بمبادرة دبلوماسية مرنة ومتوازنة تتيح لروسيا وقف اطلاق النار في مناطق عملياتها تمهيدا لانسحابها من هذه الحرب بصورة تحفظ لها ماء وجهها مع اقتراح اجراء تعديلات طفيفة في المناطق الحدودية المتنارع عليها بينهما، وذلك في مقابل الرفع التدريجي للعقوبات الغربية والدولية المفروضة عليها.
وأضاف أنه ليس من المتصور ان تخرج روسيا من هذه الحرب بعد شهور طويلة من القتال والخسائر العسكرية والبشرية والاقتصادية الفادحة دون أن تحقق ايا من مطالبها التي كانت دافعها الي غزو اوكرانيا.
وقال إن هناك ثمنا لا بد من دفعه لها حتي وان حدث خلاف بين الطرفين الروسي والغربي حول حجم هذا الثمن وطبيعته وشروط تسديده ، وهذه هي مهمة المفاوضين بالاساس بعد ان يتم التوافق علي المبدأ.
وقال إن هذا هو أسلم السيناريوهات وافضلها نسبيا.
واختتم مؤكدا أن هذه كلها سيناريوهات محتملة ويعتمد مصيرها ، ان قبولا او رفضا، وان نجاحا او فشلا ،على رد فعل القيادة الروسية منها،لافتا إلى أن ما ذكره هنا هو مجرد اجتهاد ذاتي منه ولا يزيد عن كونه جملة خواطر وأفكار نابعة من تقييمه الخاص لظروف الموقف الراهن وما ينطوي عليه من مخاطر وتهديدات وتحديات،وفي النهاية فقد نفاجأ بسيناريوهات أخرى لم تخطر لنا على بال حسب قوله.
ما قاله بوتين اليوم بخطابه للشعب الروسي ، التهديد بضرب كل دول الناتو شلع قلع بالنووي .#هرج_الروم#الحرب_العالمية_الثالثة pic.twitter.com/MmkUyHJkMy
— سقراط (@sqrat721188051) September 21, 2022
الأمر جد
تصريحات الاتحاد الأوروبي بأن تهديدات بوتين باستخدام الأسلحة النووية ليس مزحة ويجب أن يؤخذ على محمل الجد وأن يتم البحث عن حلول دبلوماسية تناسب كل الأطراف، دعت الفريق ضاحي خلفان إلى القول:
هذا ما كنا نقوله ألا يمكن أن تلعب الدبلوماسية دورا في حل الأزمة الاوكرانية الروسية؟
وأردف: الآن علمتم ماذا ينبغي عمله.
🎖التلفزيون الروسي :
بوتين سيوجه نداء آخر للشعب ويعلن انذارا لأوكرانيا بشأن الانسحاب الطوعي للقوات من أراضي روسيا.
إذا رفضوا ، ستعلن روسيا الحرب على أوكرانيا في غضون 24 ساعة.
— الأحداث الروسية🇷🇺🎖 (@soldier2017kg) September 24, 2022
المخرج السياسي
نشطاء ذهبوا إلى أن السيناريوهات الثلاثة الأولى ستقود حتما العالم لكارثة محققة ويبقى الأمل فى السيناريو الأخير وربما يأتى على يد الصين باعتبارها طرفا يملك تأثيرا عالميا اقتصاديا وعسكريا ولكن السؤال الذى يفرض نفسه: هل الغرب يريد فعلا وقف
الحرب أم توسيعها ؟!
آخرون ذهبوا إلى أن الهدف من إشعال هذه الحرب هو استنزاف روسيا لأقصى حد والتفرغ بعدها للصين فهل هم يريدون وقف هذه الحرب؟!
في ذات السياق استبعد البعض اللجوء للسلاح النووى، مرجحين إيجاد مخرج سياسى فى اللحظات الأخيرة.
🎖تعزيزات عسكرية روسية تتجه إلى أوكرانيا pic.twitter.com/r1bi4Pcc7J
— الأحداث الروسية🇷🇺🎖 (@soldier2017kg) September 24, 2022
المصيبة الكبرى
أحد النشطاء قال إن بوتين يعلم علم يقين أنه لن ينتصر على الغرب وامريكا ، لكنه أعد مصيبة كبرى لامريكا قد ينفذها .. متى؟
وأجاب: الله أعلم ولكنه ألمح إلى هذا كثيراً، وأردف: كفانا الله شرهم.
أثناء حرب احتلال العراق، استخدمت امريكا سلاح مرعب في معركة مطار بغداد، وقد أدى استخدامه إلى تحول أفراد جيش العراق إلى هياكل عظمية
اليوم، وبعدما حذرت امريكا بوتين من استخدام السلاح النووي المصغر في اوكرانيا، قالت تقارير إنه هو ذات السلاح الذي استخدمته امريكا في معركة مطار بغداد!
— أحمد الفراج (@amhfarraj) September 21, 2022
